في عالمنا الذي تتبدل فيه الظروف يومياً، يصبح وجود صندوق طوارئ ضرورة لا رفاهية؛ فهو يمثل قاعدة آمنة تعزز قدرة الفرد على الاستجابة للمواقف الطارئة والتعامل مع المتغيرات الاقتصادية بثقة ومرونة.
ومن قراءات الواقع المحلي، يلجأ الأفراد لاستخدام مدخراتهم ضمن صندوق الطوارئ عند فقدان الوظيفة لتلبية متطلبات المعيشة الأساسية وسداد الفواتير، أو عند الحاجة لتغطية نفقات علاج حالات صحية مفاجئة تتطلب تدخلاً سريعاً أو شراء أدوية غير مخطط لها، أو حتى من أجل إجراء الإصلاحات العاجلة للمسكن أو المركبة، والتي لا يمكن تأجيلها.
ويمكن بناء صندوق الطوارئ من خلال احتياطي مالي، يوصى بأن يغطي النفقات الأساسية لعدة أشهر تتراوح بين 3-6 أشهر، كما يوصى بادخاره وإيداعه في حساب بنكي يمكن الوصول إليه بسهولة عند الحاجة.
وتكمن أهمية الصندوق في دوره الوقائي والتمكيني، فهو يعزز الحماية الاجتماعية والاقتصادية لدى المدخر، ويزيد مستويات الراحة النفسية حول الأمور المالية لدى المدخر مقارنة بالآخرين، كما يمنحه قدرة أكبر على التخطيط واتخاذ القرارات المالية دون استعجال.
ولإنشاء صندوق طوارئ فعال، ليس على الفرد سوى اتباع الخطوات البسيطة التالية:
إن الادخار في صندوق الطوارئ يعد أكثر من مجرد إجراء مالي احترازي، إنه أسلوب حياة، وخطوة مهمة نحو إدارة مالية واعية ومستدامة، لا سيما وأنه يمنح الفرد الفرصة للاستعداد لمواجهة المستقبل باستقلالية. ومن هنا، من المهم البدء بالتخطيط المسبق والانضباط لضمان الاستقرار المالي في مختلف الظروف.